موريتانيا تمهل سفير إسرائيل 48 ساعة للمغادرة بعد إغلاق السفارة
أمهلت السلطات الموريتانية السفير الإسرائيلي لديها، فترة 48 ساعة لمغادرة البلاد، بحسب ما نقلت قناة "العربية" الإخبارية الجمعة 6-3-2009.
لاحقًا أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن إغلاق السفارة بطلب من السلطات الموريتانية، التي علّقت علاقاتها الدبلوماسية مع الدولة العبرية بعد الحرب على غزة، بحسب ما أكد بيان لوزارة الخارجية الإسرائيلية.
وقالت الوزارة في بيان "إثر قرار الحكومة الموريتانية في الـ16 من يناير تعليق علاقاتها مع إسرائيل وبطلب من موريتانيا أغلقت إسرائيل اليوم سفارتها في نواكشوط"، واستدعت موريتانيا سفيرها في إسرائيل في أعقاب الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في ديسمبر الماضي.
وفي نواكشوط قال مراسل فرانس برس تم إنزال العلم الإسرائيلي عن مبنى السفارة وإزالة الإجراءات الأمنية بما فيها كاميرات المراقبة، خلال ليل الخميس الجمعة، وذكر مصدر دبلوماسي أنه يتوقع أن يغادر موظفو السفارة موريتانيا الجمعة أو السبت.
ورفض مسؤول دبلوماسي إسرائيلي التعليق على المسألة، ولم يتضح إذا كان إغلاق السفارة مؤقتًا أو دائمًا.
سبق إعلان الإغلاق تأكيد مسؤول موريتاني كبير أن بلاده طلبت من موظفي السفارة الإسرائيلية في نواكشوط مغادرة البلاد خلال 48 ساعة.
كما صرح مسؤول آخر مقرب من الحاكم العسكري الموريتاني الجنرال محمد ولد عبد العزيز بأن قرار طرد الدبلوماسيين الإسرائيليين جاء بعد قرار تجميد العلاقات الذي اتخذ في كانون الثاني/يناير، وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه "هذه تبعة منطقية لتجميد العلاقات بين إسرائيل وموريتانيا.. لا جديد في الأمر"، وأضاف "هذا كان متوقعا، بعد أن اتخذ الجنرال عزيز القرار في قمة الدوحة وأرسل مبعوث من وزارة الخارجية الموريتانية رسالة إلى سفير إسرائيل ليغادر البلاد".
وشوهد موظفو السفارة الإسرائيلية وهم يغادرون السفارة في نواكشوط، وقال شاهد من رويترز إن العاملين في السفارة الإسرائيلية في عاصمة موريتانيا غادروا المبنى اليوم الجمعة.
وأعلن عبد العزيز قرار تجميد العلاقات مع إسرائيل في قمة حضرتها بعض الدول العربية في الدوحة عاصمة قطر في كانون الثاني/يناير، وأعلنت قطر في ذلك الوقت أنها ستجمد روابطها مع إسرائيل، والتي لا تصل إلى حد العلاقات الدبلوماسية.
وصرح مسؤول من الخارجية الإسرائيلية، طلب أيضا عدم نشر اسمه، بأن إسرائيل لم تخطر رسميا بعزم موريتانيا طرد سفيرها، وقال "لا نعرف ما يحدث هناك بالضبط، ما زلنا نتحقق من الأمر، لم يخطرونا بأنهم عازمون على طرد سفيرنا".
وأضاف أن توقيت القرار يمكن أن تكون له صلة بزيارة مقررة يقوم بها الزعيم الليبي معمر القذافي لنواكشوط، وقال المسؤول "ربما يريدون فقط أن يظهروا أنهم أقوياء".
وكانت موريتانيا وقطر الدولتان المسلمتان، قررتا منتصف يناير، تعليق علاقاتهما مع إسرائيل احتجاجا على الهجوم الإسرائيلي على غزة، وتقيم موريتانيا علاقات دبلوماسية مع إسرائيل منذ عام 1999، فيما كانت قطر تضم مكتبًا تجاريًّا إسرائيليًّا.
والجمهورية الإسلامية الموريتانية، التي تشكل مفترق طرق بين المغرب العربي وإفريقيا جنوب الصحراء، وتضم أكثر من 3 ملايين نسمة، هي إحدى الدول الثلاث في جامعة الدول العربية بعد مصر والأردن، التي تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
وقد أقيمت هذه العلاقات عام 1999 في ظل نظام الرئيس معاوية ولد الطايع، الذي أطيح به عام 2005 في انقلاب عسكري.
ويشمل التعاون بين البلدين أساسا قطاعي الصحة والزراعة، ولا سيما الري بالتنقيط، وفي نواكشوط تم الانتهاء تقريبا من بناء مركز لعلاج السرطان مولته إسرائيل، كما سبق أن تلقى أطباء وخبراء زراعيون دورات تدريبية في إسرائيل لكن التبادل التجاري بين البلدين لا يزال محدودا