شعر في الدعوة.. الخروج في سبيل الله
إن كنت ترغب في الحياة هناء ساعة
كن كالخميلة تُخلع الظل الوداعة
كن كالطيور تآلفت زمرا جماعة
كن كالزهور تلونت طهرا وطاعة
«واخرج» لبيت الله تدعو في ضراعة
>>>
إن كنت ترغب في الحياة هناء لحظة
كن مثل معنى يكتسي باللون لفظه
كن مثل مغزى سانح ما فيه غلظة
كن مثل أحلام لها صخب ويقظة
«واخرج» لبيت الله فيك الخطو فظة
>>>
إن كنت ترغب في الحياة سمو وقت
كن مثل أسحار سرت في ليل خبت
كن مثل أرواح سعت تعلو بخفت
كن مثل شوق جارف فوقي وتحتي
«واخرج» وفي قدميك تصميم بصمت
>>>
إن كنت ترغب -فائقا- إعلاء همة
فانب لتصعد شائقا في سطح قمة
واعبر على ظهر الفلاة المدلهمة
«وانفر» مكبا حينما تأتي المهمة
«واخرج» لتعلو -سامقا- فتقود أمة
>>>
يا صاحبي كن كالشعور يفيض نبضا
كن كالسلوّ أو السرور يذوب غضا
كن كالطلاوة في الرؤى طولا وعرضا
يا صاحبي كن كالسنا قبسا وومضا
«واخرج» تصلي في بيوت الله فرضا
>>>
كن كالجمال تصورت فيه المهارة
كن كالحبيب أو المشوق له الطهارة
كن كالضياء انثال في فجر عبارة
كن رونقا في كل أملود عصارة
«واخرج» هناك إلى المسافات المثارة
>>>
كن كالسريرة أو كسر قبل يفضى
هذي الدنى كرت عليك اليوم ركضا
نكبتك وانتابتك بعضك سام بعضا
حتى استباحت فيك تمزيقا وعضا
كللت حين «خرجت» تلقى ما سترضى
>>>
يا صاحبي كن كالمدى وله الصفاء
كن كالسحاب الجون ليس له انتهاء
كن مثل غيث ماثل فيه الرجاء
كن فيك أخلاق «الصحابة» حين جاءوا
«واخرج» بفعلهم، كأنهم تراءوا