هذه كلمات أعجبتني عن ثمرات مجالسة الصالحين وفكرت أن نقوم بمقارنة بينها وبين أضرار جليس السوء
فالأشياء يظهر تميزها بضدها
أولا ثمرات مجالسة الصالحـين 1ـ إن من جالس الصالحين تشمله بركة مجالسهم ويعمه الخير الحاصل لهم
وان لم يعمل عملهم ، قال بعض الحكماء :
" من جالس خيرا أصابته بركته فجليس أولياء الله لا يشقى وان كان كلبا ككلب
أصحاب الكهف 0
2ـ ومنها أن المرء مجبول على الاقتداء بجليسه والتأثر بعلمه وعمله وسلوكه
ومنهجه قال الرسول صلى الله عليه وسلم :
" المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل "
3ـ إن جليسـك الصالح يبصرك بعيوبك ويدلك على اوجه الضعف عندك
قال الحسن رحمه الله :
" المؤمن مرآة أخيه إن رأى فيه مالا يعجبـه سـدده وقومه وحاطه وحفظه
في السر والعلانية " 0
4ـ انك تتعرف على أخطائك السلوكية وفي أمر العبادة من خلال مقارنة أعمالك
بما عليه جليسك 0
5ـ انك تكف بسبب جليسك الصالح عن المعصية 0
6ـ انه يرشدك ويدللك على أمور من أمور الخير ينفعك العلم بها 0
7ـ إن مجالستهم حفظ للوقت الذي هو الحياة وهو الوعاء لكل الأعمال 0
8ـ إن جليسك الصالح يحفظك في حضرتك وغيبتك فلا يفشي لك سرا ولا ينتهك لك حرمة 0
9ـ إن المرء بمجرد رؤيته الصالحين والأخيار يذكر الله تعالى ، قال عليه الصلاة
والسلام :
" أولياء الله تعالى الذين إذا رأوا ذكر الله تعالى "
قال قوس بن عقبة رحمه الله :
" إني كنت لألقى الأخ من إخواني فلأكون بلقيه عاقلا أياما " 0
10 ـ انهم زين وأنس لك في الرخاء وعدة في البلاء وخير معين لتخفيف همومك
وحل مشكلاتك ، خرج بن مسعود رضي الله عنه مرة على أصحابه فقال :
" انتم جلاء حزني "
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
" عليك بإخوان الصدق فعش في اكنافهم فانهم زين في الرخاء وعدة في البلاء "
وقال اكثم بن صيفي رحمه الله :
" لقاء الأحبة مسلاة للهم "
11ـ إن مصاحبتك لأهل الخير سبب في دخولك ضمن الذين لا خوف عليهم
يوم القيامة ولاهم يحزنون قال تعالى :
( الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين * يا عباد لا خوف عليكم
ولا انتم تحزنون )
12 ـ انك تنتفع بدعائهم لك بظهر الغيب في حياتك وبعد مماتك قال عليه
الصلاة والسلام :
" دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة عند رأسه ملك موكل كلما
دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به آمين ولك بمثل "
13 ـ إن مجالس أهل الخير يهابها شياطين الأنس والجن قال عليه الصلاة والسلام :
" عليك بالجماعة فإنما يأكل الذئب القاصية "
14ـ إن المجالسة والمصادقة والزيارة في الله سبب لمحبة الله تعالى كما في
الحديث القدسي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( وجبت محبتي للمتحابين في والمتجالسين في والمتزاورين في والمتبادلين في )
15ـ إن مجالس الصالحين مجالس ذكر الله عز وجل قال صلى الله عليه وسلم :
" لا يقعد قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة نزلت
عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده " 0
16ـ إن المرء بزيارته إخوانه في الله يطيب بنفسه ويطيب ممشاه ويتبوأ منازل
عظيمة في الجنة قال صلى الله عليه وسلم :
" من عاد مريضا أو زار أخا له في الله ناداه مناد :
أن طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلا "
17ـ ومن ثمرات مجالسة الصالحين إنها تؤدي إلى محبتهم في الله والحب في الله
له ثمرات عظيمة وآثار جليلة على النفوس وقد راتب الله عليه الأجور العظيمة
والثواب الجزيل 0
18 ـ والجليس الصالح منفعة للمسلم من كل وجه في دينه ودنياه كما قال عليه
الصلاة والسـلام :
" المؤمن إن ماشيته نفعك وان شـاورته نفعك وان شاركته نفعك وكل شيء من
أمره منفعة "
§¤~¤§¤~¤§~§¤~¤§¤~¤§
ثانيا أضرار جليس السوء جليس السوء مضرة على صاحبه من كل وجه وشؤم عليه في الدنيا والآخرة
ومن أضراره :
1ـ من أضرار جلس السوء انه قد يشكك في معتقداتك الصحيحة ويصرفك عنها .
2ـ أن جليس السوء يدعو جليسه إلى مماثلته في الوقوع في المحرمات والمنكرات .
3ـ أن المرء بطبيعته يتأثر بعادات جليسه وأخلاقه وأعماله قال صلى الله عليه
وسلم :
( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل )
وقد قيل :
" إياك ومجالسة الشرير فإن طبعك يسرق من طبعه وأنت لا تدري "
4ـ أن رؤيته تذكر بالمعصية سواء كانت ظاهرة عليه أو خفية وكنت تعرف ذلك
منه فتخطر المعصية في بال المرء بعد أن كان غافلا أو متشاغلا عنها .
5ـ أنه يصلك بأناس سيئين يضرك الارتباط بهم وقد يكونون اشد انحرافا وفسادا .
6ـ أنه يخفي عنك عيوبك ويسترها عنك ويحسن لك خطاياك ويخفف وقع
المعصية في قلبك ويهون عليك التقصير في الطاعة .
7ـ أنك تحرم بسببه من مجالسة الصالحين وأهل الخير لانهماكك معه في الشهوات
والملذات ويحذرك من مجالستهم فيفوتك من الخير والصلاح بقدر بعدك عنهم .
8ـ أن الذي يجالس أهل السوء يقارن أفعاله السيئة بأفعالهم فيستقل سيئاته بجنب
سيئاتهم فيكون ذلك سببا في زيادة طغيانه وانحرافه وتقصيره في الأعمال
الصالحة وعلى الأقل يصاب بالعجب بما هو عليه والعجب مرض مهلك
جليس السوء مضرة على صاحبه من كل وجه وشؤم عليه في الدنيا والآخرة .
9ـ أن صحبته ومؤاخاته عرضة للزوال عند وجود أدنى خلاف أو تغيير مصلحة
بل وتحصل البغضاء بدون ذلك قال عبدالله بن المعتز رحمه الله :
" إخوان السوء ينصرفون عند النكبة ويقبلون مع النعمة "
10ـ أن مجالس أهل السوء لا تخلو من ا لمحرمات والمعاصي كالغيبة والنميمة
والكذب واللعن ونحو ذلك فربما يوافقهم جليسهم فيما هم فيه أو ينكرعليهم لكن
لا يفارق مجلسهم فيقع في الإثم .
11ـ أنها لو دامت مودتهم في الدنيا فإنها سرعان ما تنقشع في الدار الآخرة وتنقلب
إلى عداوة وبغضاء قال تعالى :
( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين )
12ـ أن غالب مجالس أهل الفسق لا يذكر الله فيها فتكون حسرة وندامة على
أصحابها يوم القيامة .
13ـ أن في مجالستهم تضييعا للوقت الذي سيحاسب العبد على التفريط فيه
يوم القيامة .
14ـ انك به تعرف ويساء بك الظن من اجل صحبتك له .
وختاما قال الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله :
" وبالجملة فمصاحبة الأشرار مضرة من جميع الوجوه على من صاحبهم وشر
على من خالطهم فكم هلك بسببهم أقوام وكم أقادوا أصحابهم إلى المهالك من حيث
يشعرون ومن حيث لا يشعرون "
وقال أبو الأسود الدؤلي رحمه الله :
" ما خلق الله خلقا اضر من الصاحب السوء "
فعلى العاقل الناصح لنفسه الذي يريد لها النجاة والسعادة في الدنيا والآخرة
أن يتجنب مخالطة هؤلاء ويفر منهم غاية الفرار ولا يتهاون في ذلك .