الفقر وما ادراك ما الفقر
حاجة وقهر وحيرة ونفاد صبر حوارات دارت وندوات عقدت تبحث في امور الفقر والفقراء
ما بين دراسة وتعريف وبحث عن اسباب وتوصيف فالفقر
لا يحتاج الى تعريف لانه امر مخيف يهدد من يعيش تحت
وطأته فالفقر حاجة وعوز وذل وقهر ولقد قال احد الصحابة رضي الله عنهم
لو كان الفقر رجلا لقتلته لذلك فان القضاء على الفقر غاية كل فرد
على هذه الارض وعلى رأسهم ابو القلب الكبير اب الجميع عبدالله بن عبدالعزيز
ولقد كانت زيارته التاريخية قبل خمس سنوات للاسر المحتاجة رسالة
واضحة لكي يكون الجميع قلبا واحدا باحساس واحد يرجون ربا واحدا
رضاه من احتام الاخ باخية ورضاه نكسبه من حرصنا على بعضنا والتكافل
فيما بيننا ليشعر الجميع بالامن والامان وخاصة تلك الفئة التي قسى عليها
الزمان فهل نبتعد قليلا عن التسويف والتأخير والدراسات والتحليلات
في المعالجة ولتكن المعالجة سريعة وفاعلة لكي نتمكن من كسوة
طفل ومسح دمعة يتيم وحماية كهل قسا عليه الزمن فان الشكاوى
تتواصل والفقر كالسرطان يأكل اجساد المحتاجين ويكشف عوراتهم
ويهدر كرامتهم وتزداد معاناتهم وتتجدد كل يوم الامهم عندما يشتد البرد
وتهطل الامطار وتتعرى البيوت مع اصحابها او عندما يشتد الحر ويحتار
المحتاج بين حرارة الجو ودفع الايجار او سداد فاتورة الكهرباء او عند
المواسم والاعياد تزداد المعاناة ويشتد العذاب وتظل الدراسات التي يطالب بها
ويعمل عليها الكثير تدخل في دوامة الارقام وطول الايام ولقد نحتاج الى
مليارات لتأمين الاحتياجات ومثلها للدراسات فالموضوع ليس بالمستحيل
وخاصة عندما يكون راعي هذه البلاد حريصا على تلمس الاحتياجات
والتخلص من الرسميات والشكليات فاننا نستغرب عندما يصرح احدهم
ان معالجة الفقر تحتاج الى 25 مليارا كمصاريف ومليار كدراسة
فلماذا نضع الارقام الفلكية في امور الجميع يتمنى ان يكون له دور
في سد احتياجات تلك الفئة وخاصة الميسورين في هذه البلاد
وبمشاركة الشركات الكبرى للقضاء على جزء من المشكلة فلماذا لا
تقوم شركة الكهرباء باصدار شريحة خاصة بتلك الفئة حيث تتولى
الشركة جزءا منها ويكون سدادها بالاقساط لكي لا يتعرض الفقير لفصل
التيار في هذا الحر والجو الخانق وان يتم الحرص على تأمين المواد الغذائية
بالاتفاق مع المراكز التجارية وبالتنسيق مع الجمعيات الخيرية بان تكون
المواد الغذائية حسب كوبونات مجزأة وتواريخ محددة وبصفة مستمرة
وليست بصفة دورية بحيث يستطيع الفقير الحصول على حاجته دون ذل الحاجة
وكذلك يجب متابعة اصحاب العقارات في التعامل مع تلك الحالات المحتاجة
والمعسرة بالرجوع الى الجمعيات الخيرية في حالة عدم التمكن من سداد
الايجار ومنحهم اكثر من فرصة دون اللجوء للطرد او قطع التيار الكهربائي
فان حكومتنا تعمل وتتابع تلك الحالات عبر كل الوسائل الاعلامية ولقد
عايشت حالات عديدة تم الاهتمام بها ومعالجة اوضاعها بسرعة وسرية
تامة لذلك اننا بحاجة الى التنظيم وعدم المبالغة في الحوارات والدراسات
لان الحاجة والظروف الصعبة تؤدي الى اليأس والاحباط والضياع لذلك يجب
الاسراع في معالجة الفقر والقضاء عليه ولنكون اكثر بساطة ولنختصر
في الوقت والدراسات لكي لا تسحق الايام تلك الفئة من طول الصبر فان
معالجة الاساسيات من الضروريات وخاصة فيما يتعلق بالغذاء والدواء
والكسوة والايجار فلقد طالبت قبل فترة ان يكون للجميع دور كبير
في رفع تلك المعاناة ولقد كان لي مطلب متواضع بان يساهم كل فرد
عند اخراج الزكاة (زكاة الفطر) في رمضان بدفع ريال واحد كعيدية
يشارك بها في فرحة يتيم والتخفيف عن محتاج وخاصة في المناسبات
المباركة والطيبة لان الفرحة لا تكتمل الا عندما تشمل كل القلوب وخاصة
المحتاجة والمحرومة فهل نكون معهم ونخفف معاناتهم ليكون الله معنا
ويفرج كربتنا في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون فهل نختصر حواراتنا
ونتعاون للقضاء على ما يضر احبابنا.