حمساوي مشرف المنتدى الإسلامي
عدد الرسائل : 250 العمر : 31 المهنة : مزاجي : السٌّمعَة : 0 نقاط : 83 تاريخ التسجيل : 31/01/2008
| موضوع: الدعا هو سؤل العبد السبت فبراير 02, 2008 5:18 pm | |
| الدعاء
الدعاء هو سؤال العبد ربه. والدعاء من أعظم العبادة، وقد أخرج الترمذي من حديث أنس " الدعاء مخ العبادة " . وقد تواردت الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم بالترغيب في الدعاء والحث عليه، فقد أخرج بن ماجه من حديث أبي هريرة " ليس شيء أكرم على الله من الدعاء " . وأخرج البخاري حديث " من لم يسأل الله يغضب عليه " وحديث ابن مسعود " سلوا الله من فضله فإن الله يُحب أن يُسأل " أخرجه الترمذي . وله من حديث ابن عمر رفعه : " ان الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل فعليكم عباد الله بالدعاء " . وأخرج الترمذي والحاكم من حديث عبادة بن الصامت : " ما على الأرض مسلم يدعو بدعوة الله إلا آتاه الله اياها أو صرف عنه السوء مثلها " . ولاحمد في حديث ابي سعيد رفعة " ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها اثم ولا قطيعة رحم إلا اعطاه الله بها احدى ثلاث اما أن يُعجل له دعوته واما أن يدخرها له في الآخرة واما أن يصرف عنه السوء مثلها " . فهذه الأحاديث وغيرها تدل في مجموعها على ثبوت الدعاء ، وهو سؤال العبد ربه .
وقد وردت في القرآن عدة آيات تدل على الدعاء قال تعالى { وقال ربكم ادعوني استجب لكم } وقال { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان } وقال { أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض } وقال عن دعاء الملائكة { الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم. ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم انك أنت العزيز الحكيم } . فالله تعالى قد طلب منا أن ندعوه وبين لنا أنه وحده . الذي يحب الدعاء دون غيره وأوضح لنا شيئا مما كانت تدعو به الملائكة .
فيندب للمسلم أن يدعو الله في السراء والضراء ، في السر والعلن حتى ينال ثواب الله . والدعاء أفضل من السكوت والرضا لكثرة الأدلة الدالة عليه . لما فيه من اظهار الخضوع والافتقار الى الله تعالى .
ولكن يجب أن يكون واضحا أن الدعاء لا يغير ما في علم الله، ولا يدفع قضاء ، ولا يسلب قدرا، ولا يُحدث شيئا على غير سببه . لأن علم الله متحقق حتما، وقضاء الله واقع لا محالة. إذ لو دفعه الدعاء لما كان قضاء والقدر أوجده الله الله فلا يسلبه الدعاء . والله خلق الأسباب ومسبباتها، وجعل السبب ينتج المسبب حتما ، ولو لم ينتجه لما كان سببا . ولذلك لا يجوز أن يعتقد أن الدعاء طريقة لقضاء الحاجة حتى لو استجاب الله وقضيت بالفعل لأن الله جعل للكون والانسان والحياة نظاما تسير عليه وربط الأسباب بالمسببات ، والدعاء لا يؤثر في خرق أنظمة الله ، ولا في تخلف الأسباب . وانما الغاية من الدعاء تحصيل الثواب بامتثال أمر الله . وهو عبادة من العبادات . فكما أن الصلاة عبادة ، والصوم عبادة ، والجهاد عبادة والزكاة عبادة إلخ... فكذلك الدعاء عبادة فيدعو المؤمن ويطلب من الله قضاء حاجته أو كشف غمته أو غير ذلك من الأدعية المتعلقة بالدنيا أو الآخرة التجاء الى الله وخضوعا له وطلبا لثوابه وامتثالا لأوامره، فإن قضيت حاجته كان فضلا من الله ويكون قضاؤها وفق أنظمة الله سائرا على قاعدة ربط الأسباب بالمسببات ، وان لم يقضها الله كُتب له ثوابها . على هذا الوجه ينبغي أن يكون الدعاء من المسلم خضوعا لله وامتثالا لأمره وطلبا لثوابه ، سواء قضيت حاجته أم لم تُقض .
ويجوز للمسلم أن يدعو بأي دعاء يريده بالقلب أو اللسان ، بأي تعبير يراه، ولا يتقيد بدعاء معين . فله أن يدعو الأدعية الواردة في القرآن ، وله أن يدعو الأدعية الواردة في الحديث ، وله أن يدعو بدعاء من عنده أو بدعاء دعا به غيره . فلا يُقيد بدعاء معين وإنما يطلب منه أن يدعو الله تعالى . إلا أن الأفضل أن يدعو بما ورد في القرآن أو الحديث فمن الأدعية الواردة في القرآن قوله تعالى : { وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنبوبنا واسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين } . { ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي للايمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار . ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة انك لا تخلف الميعاد } . { قل اللهم مالم الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شيء قدير } . { ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب } . { اني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين } . { قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين }.
ومن الاستغفارات والأدعية الواردة في الحديث عن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم " سيد الاستغفار أن يقول اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي انه لا يغفر الذنوب إلا أنت " . وعن ابي هريرة قال : " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " والله اني لاستغفر الله واتوب اليه في اليوم أكثر من سبعين مرة " . عن حذيفة قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أوى الى فراشه قال : باسمك أموت وأحيا. وإذا قام قال الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا واليه النشور " . عن وارد مولى المغيرة بن شعبة قال : كتب المغيرة الى معاوية بن أبي سفيان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في دبر كل صلاة إذا سلم لا اله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد " . عن سمي عن ابي صالح عن ابي هريرة قالوا يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالدرجات والنعيم المقيم ، قال : كيف ذاك ؟ قال : صلوا كما صلينا وجاهدوا كما جاهدنا وانفقوا من فضول أموالهم وليست لنا أموال . قال أفلا أخبركم بأمر تدركون من كان كان قبلكم وتبقون من جاء بعدكم ، ولا يأتي أحد بمثل ما جئتم به إلا من جاء بمثله ، تسبحون في دبر كل صلاة عشرا وتحمدون عشرا وتكبرون عشرا " . عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : لقيني كعب بن عجرة فقال : الا أهدي لك هدية ؟ ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج علينا فقلنا يا رسول الله قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك ؟ قال قولوا اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل ابراهيم انك حميد مجيد . اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل ابراهيم انك حميد مجيد " . عن أنس بن مالك قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي طلحة التمس لنا غلاما من غلمانك يخدمني فخرج بي أبو طلحة يردفني وراءه فكنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما نزل، فكنت أسمعه يكثر ان يقول : " اللهم اني أعوذ بك من الهم والحزن ، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين وغلبة الرجال " . وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في دعائه اللهم اجعل في قلبي نورا وفي بصري نورا وفي سمعي نورا وعن يميني نورا وعن يساري نورا وفوقي نورا وتحتي نورا وامامي نورا وخلفي نورا واجعل لي نورا " . وعنه صلى الله عليه وسلم أنه حين رجع من الطائف بعد أن ردته ثقيف شر رد جلس الى ظل شجرة من عنب وإبنا ربيعة ينظران اليه والى ما هو فيه من شدة الكرب ، فلما اطمأن رفع عليه السلام رأسه الى السماء ضارعا في شكاية وألم وقال : " اللهم اليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس ، يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربي ، إلى من تكلني . الى بعيد يتجهمني أو الى عدو ملكته أمري. ان لم يكن بك علي غضب فلا أبالي . ولكن عافيتك أوسع لي. أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك أو تحل علي سخطك . لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك ". ويُستحب أن يرفع يديه حين الدعاء ، فقد روي عن يحيى بن سعيد وشريك سمعا أنسا " عن النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه حتى رأيت بياض ابطيه ". وفي حديث اسامة " كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم بعرفات فرفع يديه يدعو فمالت به ناقته فسقط خطامها فتناوله بيده وهو رافع اليد الأخرى ".
ومن الأدعية التي يدعو بها بعض الناس الدعاء الآتي : " اللهم ارزقنا الدنيا ولا تفتنا فيها ولا تبعدها عنا فتفجعنا فيها اللهم اجعل المال كثيرا في أيدينا ولا تجعل منه شيئا في قلوبنا " وهو ليس من الأدعية الواردة ، ولا بأس أن يدعو به الانسان . والأحسن أن يدعو بالأدعية الواردة.
وفي صحيحي البخاري ومسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " نعوذ بالله من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء ". وفي صحيح مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول " اللهم اني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى ". | |
|
ربيع الحديدة رئيس الاقسام العــا مة
عدد الرسائل : 417 العمر : 35 المهنة : مزاجي : السٌّمعَة : 0 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 18/11/2007
| موضوع: رد: الدعا هو سؤل العبد السبت فبراير 02, 2008 5:24 pm | |
| جزاك الله خيرا وبارك الله فيك | |
|
بن غازي .: إدارة المنتدى :.
عدد الرسائل : 1822 العمر : 36 الدولة : المهنة : مزاجي : الاوسمهـ : السٌّمعَة : 0 نقاط : 378 تاريخ التسجيل : 16/08/2007
| موضوع: رد: الدعا هو سؤل العبد الأحد فبراير 03, 2008 12:50 am | |
| مشكور اخي الغالي محمد على على النقل المميز واسأل الله ان يجعلة في ميزانك بن غازي | |
|